الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في ذكرى رحيل نجيب الخطّاب: العمالقة يغارون منهم حتى وهم تحت اللحود

نشر في  28 أفريل 2016  (10:30)

خصّصت الزّميلة ألفة الوسلاتي العدد الأخير من برنامجها «سفر ونجوم» الذي يبثّ على أمواج إذاعة الشباب للاعلامي الراحل نجيب الخطّاب، وقد اختارتني لأكون من ضمن الذين شاركوا في هذه الحلقة فنوّهت بخصاله المتفرّدة وموهبته الفذّة التي لم يعرف التنشيط الإذاعي والتلفزي ندّا بها..

قلت ان نجيب الخطاب منجم أفكار وإبداع وطاقة خلاقة لا تنبض، ولا أدلّ على ذلك ما أنجز من برامج سواء للإذاعة أو التلفزيون وظلت موادّ يتابعها الملايين وتقبل عليها بكلّ شغف وشوق.. كما تطرّقت الى المنافسة الشرسة التي كانت قائمة بين نجيب الخطّاب وصالح جغام من أجل الزّعامة، ولست أدري ان ذكرت أنّ جغام كان «آرستقراطيا» في فكره وثقافته وذوقه الفنّي، بينما كان الخطّاب أقرب الى «البروليتاريا» ممّا جعله أكثر التحاما بالناس وأحبّهم الى قلوبهم..

وفي موقع ما من الحوار، ورغم أني لست من هواة نبش الجثث، قلت انّ «القصر» رفض ان يجازي نجيب عند وفاته على قد حجمه وتضحياته، فلم ينجز عنه أيّ شيء يستحضر صنائعه ـ وما أكثرها وما أروعها ـ نعم صدرت أوامر بأن نتهي نجيب الخطاب بمجرّد دفنه حتى يغيّب ولا تستمرّ نجوميته بعد وفاته..

لقد كان ساكن قصر قرطج يغار من الزعيم بورقيبة فلم يسمح بتغطية موكب جنازته ولا بإيفائه حقّه على هذه البلاد حتى بعد أن أدوع بمثواه الأخير، وبالخساسة ذاتها واللؤم نفسه تصرّف مع نجيب الخطاب.. استكثر عليهما أشياء قليلة حتى يظلّ النجم أودع، ولكن ها انّهما حيّان في قلوبنا وسنحفظ مآثرهما ما حيينا..

نجيب الخوليدي